هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بحث عن الشاعر عمر ابو ريشه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادمنت حبك
عضو جديد
عضو جديد
ادمنت حبك


عدد الرسائل : 128
مزاجي : بحث عن الشاعر عمر ابو ريشه 50
تاريخ التسجيل : 02/05/2008

بحث عن الشاعر عمر ابو ريشه Empty
مُساهمةموضوع: بحث عن الشاعر عمر ابو ريشه   بحث عن الشاعر عمر ابو ريشه Icon_minitimeالثلاثاء مايو 06, 2008 1:11 am

عمر أبو ريشة (1910-0000) شاعر ولد بمنبج بسوريا، وانتسب إلى الجامعة الأميركية ببيروت ونال بكالوريوس في العلوم 1930م، وعكف على الأدب العربي وشغف بالشعر الانكليزي. ألف مسرحيته الشعرية "رايات ذي قار". عين ملحقاً ثقافياً لسوريا في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وفي عام 1950م عين سفيراً لسوريا في البرازيل فالأرجنتين وتشيلي، ثم سفيراً للجمهورية العربية المتحدة في الهند فالنمسا. جمعت أعماله الشعرية بعنوان "ديوان عمر أبو ريشة" 1971. له مسرحية "علي"، و "الحسين"، و "تاج محل"، و "الطوفان"، وملحمة "ملاحم البطولة في التاريخ الإسلامي" في 12 ألف بيت. وله ديوان شعر بالانكليزية بعنوان: Rovig Along – Beirut 1956– أصدر ديوان " غنيت مآتمي" 1974




أحد عشر عاماً مرّت على رحيل الشاعر عمر أبو ريشة، ذاك الذي جاء في أول القرن الماضي ورحل قبل نهايته. وما بين 1908 و 1990 كانت له وقفات وجولات في ساحات النضال والجمال وعذوبة الشعر. فكان فارس الكلمة وحامل لواء نبلها وشرفها.
في الرابع عشر من يوليو (تموز) وصلت الأنباء من جدة بالسعودية، حيث كان يقيم ويقضي معظم أوقاته، وهي تعلن رحيل أحد أهم شعراء القرن الماضي، فتوافد الأصدقاء والمحبون والمعجبون وعشاق الكلمة لحمل نعش فقيدهم وتوديعه بالدموع والنحيب الصامت إلى مثواه الأخير. وفي مقبرة السفيرة الهاجعة على أطراف مدينة حلب، في أقصى الشمال السوري زلقوه في حفرة، وضعوا أكاليل الزهور، ألقوا كلمات كثيرة على التراب، تذكر بمآثر الفقيد ومناقبه وإنه سيظل حياً في قلب الأمة ووجدانها، ثم رقموا الأبيات التالية على شاهدة قبره ورحلوا صامتين، كما جاءوا: رفيقتي لا تخبري إخواني كيف الردى، كيف عليّ اعتدى إن يسألوا عني وقد راعهم أن أبصروا هيكلي الموصدا لا تجفلي لا تطرقي خشعة لا تسمحي للحزن أن يولدا قولي لهم سافر، قولي لهم إن له في كوكب موعدا ولد عمر أبو ريشة في عكا، في السابع عشر من ابريل (نيسان) عام 1908م لأبوين متعلمين، وكان أبوه شافع أبو ريشة قد أُرسل في بعثة تعليمية إلى القسطنطينية، وبعد حصوله على الشهادة عمل في وظائف الحكومة وإداراتها وترقى فيها إلى أن أصبح قائم مقاماً في عدة مدن، منها الخليل ومنبج وطرابلس ثم استقر مع أسرته في حلب إلى آخر حياته. وكان شاعراً فيّاضاً وقد أورث ابنه حبّ القراءة وحفظ دواوين العرب وقرض الشعر والكبر والعنفوان.
أمّا أمه خيرات الشرطية فقد أورثت ابنها المظهر الجذاب والأناقة والقوة وحب الآخرين، إذ كانت، كما يقول عنها ولدها: «مكتبة غنية تمشي على رجلين، أمدتني بقوة استطعت بها ولوج دروب الحب... كانت أنيقة مولعة بالأزهار تزرعها وترعاها وتنسقها بعناية وذوق نادرين».
تعلم عمر العربية وقرأ القرآن الكريم وحفظ الشعر عن أمه وأبيه، وانتقل إلى بيروت ليتم تعليمه ومن ثم يعود إلى حلب لمتابعة ذلك في المدرسة الرشيدية، رجع بعدها إلى بيروت لإكمال دراسته الثانوية، ثم سافر إلى إنجلترا ليتابع دراسته في الكيمياء العضوية، لكنه رغب عنها، فقد تفتحت موهبته الشعرية وسيطر عليه جنون الشعر، فعاد إلى حلب وعمل مديراً لدار الكتب الوطنية، وانتقل إلى السلك الدبلوماسي ليعمل سفيراً لبلاده في البرازيل وتشيلي والأرجنتين والنمسا والولايات المتحدة والهند، وأثناء عمله كون صداقات عديدة مع العديد من عظماء عصره «جون كنيدي، خوان بايرون، والملك فيصل بن عبد العزيز وجواهر لال نهرو الذي منحه وشاح الهند تقديراً له على خدماته واعترافاً منه بقيمة شعره الذي تتجسد فيه القيم الإنسانية النبيلة». ثم تقاعد واستقر في لبنان بدءاً من 1971، إلى الاجتياح الإسرائيلي لبيروت في 1982، فرحل عنها واستقر في جدة، إلى أن وافته المنية فيها.
في شهر يوليو (تموز) الذي يوسد بين أيامه الهزائم والانتصارات، الخيبات والأمجاد وحين اكتمل القمر في السماء بدراً، رحل الشاعر بعيداً... ذاك الذي كان يتغنى بالجمال ويلهب المشاعر والأحاسيس بقصائده التي تدعو إلى رفض الاستعمار وتحرير الأراضي المغتصبة، ومن منا ينسى قصيدته التي ألقاها في دار الكتب الوطنية بحلب، ابتهاجاً بعيد الجلاء: يا عروس المجد تيهي واسحبي في مغانينا ذيول الشهب لن ترى حفنة رمل فوقها لم تعطر بدما حرِّ أبي



في ذكرى رحيل الشاعر عمر أبي ريشة



لم يكن يدري النسر الجريح الذي لم يُمِت السّفح شعوره، ولم يوهِن كبرياءَه، لم يكن يدري أنّ أُخريات أيامه سيقضيها في الرّياض بعد أنْ أتعبه التّطواف في عواصم العالم، وفاضت روحه في المستشفى العسكري في مدينة الرياض بعد غيبوبة طويلة، وصراع مرير مع جلطاتٍ قلبيّة وذبحاتٍ صدرية؛ ليتوقف القلب النابض بالعُنفوان في الرابع عشر من تموز 1990م.
وعمر أبو ريشة لم يكن حاضرًا – فقط- في مختلف الأحداث، ولم يكن حضوره قويًا وحسب، بل كان مُجلجِلا مزلزلا عنيفًا. كان حسّه المرهف معجونًا بهموم الأمة؛ لقد أفسدت عليه الأحداث التي شهدتها المِنطقة هدوءه، ونغّصت عليه عيشه.

هزيمة 1948 هزّت كيان الشاعر وكادت تطيح بتوازنه لولا رباطة جأش واستنارة بصيرة حافظ بهما على وَعْيه، وأضاء بهما الطريق الذي يريده للأمة أن تسلكه بعد أنْ كشف وعرّى وفضح أوكار الخِيانة والتآمر على قضية فلسطين. في قصيدته" بعد النكبة للشاعر"
_ هذه القصيدة نظمها الشاعر بعد نكبة 1948م ويرى الشاعر في هذه القصيدة أنّ أمته قد فقدت مجد السيف والقلم، ولا يحسب لها حساب عند الشعوب ، والشاعر يرى أنّ الأمم تتقدم بالفكر والبطولة، وليس لأمته شأن في ذلك. وإذا كانت خميرة الإبداع قد فسدت في الأمة، وشُلّ فيها ساعد البطولة؛ فقد فقدت مبرّر وجودها، والشاعر يحنق بل يشقى من المقارنة بين الماضي الزاهي ــ إذْ كان العرب هامة الأمم ــ والحاضر الأسود ــ إذ أصبحوا ذيلاً لها .

أمتي هــــل لـــــــــــك بـين الأمـــم
منبرٌ للسيــــــــــــــــــف أو للقلــــــم

أتلقــــــــــــــاك وطـرفي مطــــرقٌ
خجلاً من أمســــــــــــــك المنصـرم

ويكاد الدمــــــــــــــــــع يهمي عابثاً
ببقايا كبريـــاء الألــــــــــــــــــــــــم

أمتــــــــــــــــي كم غصـةٍ داميــــــةٍ
خنقت نجوى عُلاك في فمــــــــــــي

أيّ جــــــــــــرحٍ في إبائي راعـــفٍ
فاته الآســـــــــــــي فلم يلتئــــــــــــم


: كذا قصيدته التي أعقبت هزيمة عام 1967م
والتي رددتها الأصوات العربية من المحيط إلى الخليج هاجيا الرؤساء العرب بلا استثناء
إنْ خوطبوا كذبوا أو طولبوا غضبوا
أو حوربوا هربوا أو صوحبــوا غدروا

خافوا على العار أنْ يُمحى فكان لهم
على الرباط لدعــم العـــــار مؤتـــــمر

على أرائكـــــــهم سبحـان خالقـــهم
عاشوا وما شَعَروا، ماتوا وما قُــــبِِروا
كان عمر أبو ريشة مضرب المثل في كبرياء الشاعر في زمن التصاغر، وإراقة ماء الوجوه على أعتاب البلاطات؛ "فالشاعر أبو ريشة لم يركن لغير صوت الشاعر في داخله، وصوت ضميره وقيمه العليا التي استنزفت وجوده،وعمّقت غربته ومأساويّته؛ فقد عاش مأساته شاعرًا وإنسانًا في آن ،والأمّة التي غنّاها أجمل الشعر ، واستعذب من أجل عينيها سنوات السّجن والنّفي أمّة ممزّقة مغلوبة على أمرها ، أكلت أسواق النّخاسة وسِياط التخلّف من لحمها الكثير الكثير"!!
وما أشبه اليوم بالأمس! إذ إنّ عمر يكاد يصف حاضرنا المخجل، و الذي تحوّلت فيه أمتنا إلى حملان بيد الجزّار الآثم، ولا تجد من يردّ عنها أو يأخذ بثأرها. فيقول في قصيدة أخرى:
المــــــجد يخــجل أنْ يُجيل الطّرف
فــــــيما هدّم الجبنــــــاءُ من أسواره

فـــــــــــــكأنه من نيلــــه لـِـــــفُراته
حَمَل تجاذبـــــه يــــدا جــــــــــزاره

كم حــــــــرّةٍ لم تدر عين الشمس ما
في خدرها، أغضت بِطَرْفٍ كاره!!

وبناتها وجـْـــــــلى ، تضج أمامـــها

والـــرجس يدفعـــــــها إلى أوكـــاره

بمن استجـــــارت هذه الزمر التــي
مدّ الزمـــــــان لها يد استهـــتاره ؟!

حسبـــت بناء العرب مسموك الذّرا
تتحطّم الأحــــداث دون جـــــــــداره

فإذا البناة على ذليـــــــــل وســــادها
تغفو عن الشرف الذبيـــــــح وثاره!

أما الموت في فلسفة شاعرنا فهو سَفَر، وكان يتذمّر ممن يقول: إنّ شخصا ما قد مات، وهو يستعمل تعبير "سافر" بدليل أنّه وضع في يد رفيقة دربه السّيدة "منيرة مراد" رسالة مختومة قبل أنْ يُجري الأطباء العمليّة الجراحيّة في قلبه، وكان في الرّسالة الأبيات التالية:

بينــــــــــي وبين الــــــــــــموت ميـ
ـعادٌ أحـــــــــــثُّ له ركـــابـــــــــــي

هذي الربــــــــــــــــــــــــوعُ ربوعُ آ
بائي وأجــــــــــــــــــدادي الغِضـابِ

عــطّرْ فِــــــــــــــــــــــــداك العمرُ يا
ميعادُ من جُرحـــــــــــــــــي ترابــي

في السنوات الأخيرة انعجن صوت الشاعر برنّة حزن مكابر، ونبرة تسليم مقاوم بقدر الأمة، واصطبغ بريق عينيه بتحدٍّ عنيد، فلا هو يقدر على العودة إلى السفح عودة النسر، ولا جناحاه تقويان على حمله وبقائه في الأعالي هذه المدّة .
لما تقاعد – رحمه الله – أقام في بيروت وكان عازمًا على وضع ملحمة مطوّلة جعل عنوانها "عودة المغترب" لكن يقدّر الإنسان في نفسه أمرًا، ويأباه عليه القضاء . وفيما هو يهمّ بصياغة تلك الملحمة، أُصيب بتجلط في دماغه واضطرّ إلى دخول المستشفى .
مساء السبت الواقع في 14 تموز 1990م وبعد معاناة مرضية شديدة استمرت ستة أشهر شهدها المستشفى الحكومي في الرياض توقف قلب الشاعر الكبير "عمر أبو ريشة" وطُوِيت صفحة أيامه المضيئة .




ادمنت حبك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بحث عن الشاعر عمر ابو ريشه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: .. ๑۩۞۩๑ الاقسام الأدبية ๑۩۞۩๑ .. :: ♠۩®۩منتدى التربية والتعليم واللغة الإنجليزيــة ۩®&-
انتقل الى: